د. محمود بكار يكتب : دراما رمضان .. دعوة للإفطار بالمجان
لو علمتم ما في رمضان من خير لتمنيتم أن تكون السنة كلها رمضان”، فحريٌ بنا أن نجتهد في هذا الشهر الكريم ونتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة وليكن ذلك بمثابة تدريب على الطاعات والسلوك القويم لنستمر عليه طوال العام ، أصبحت المسلسلات وبرامج المقالب سمة من سمات الشهر الفضيل، وتحول رمضان من شهر صوم وصلاة وعبادة عند البعض إلى شهر للاستمتاع بمشاهدة التلفاز واللهو أحياناً.
وتتضمن المسلسلات التي تعرض خلال شهر رمضان بعض الألفاظ النابية وتحمل الكثير من الإسفاف والعري المبالغ والدعوة إلي التعاطف مع أشياء تتنافي مع تعاليم الين الأسلامي ومع عادتنا وتقاليدنا ، بل قد تؤدي بك إلي خسارة الأجر والثواب الخاص بالصيام مثل التعاطف مع تاجر مخدرات، وامرأة تخون زوجها، واخر يأكل مال اليتامي….إلخ، كذلك برامج المقالب التي لا تضيف أي قيمة للمشاهد في الوقت التي تتعدي تكاليفها الملايين.
والشئ المؤسف جدأ أن الدراما المصرية تتصدر في رمضان الأعمال المُنتجة في العالم العربي، سواء من ناحية عدد الأعمال، أو حجم الإنفاق على الإنتاج. ووصلت تكلفة إنتاج الدراما المصرية هذا العام إلى ما يقارب ثلاثة مليارات جنيه، 70٪ من هذه التكلفة تذهب إلى أبطال الأعمال، الذين يحصلون على مبالغ ضخمة تبدأ بخمسة ملايين جنيه، وصولًا إلى 40 مليون جنيه، كما هو الحال في مسلسل «مأمون وشركاه»، الذي يؤدي دور بطولته عادل إمام. كذلك، فإن كلا من يحيى الفخراني، ومحمد منير، حصلا على 30 مليون جنيه، وأشارت التقارير الاقتصادية إلى أن أكبر 10 فنانين سيتقاضون هذا العام ما مجموعه 222 مليون جنيه، عن أدوار البطولة في عدد من الأعمال.
وفي ظل هذة المبالغ الخيالية (والتي لو تم إستغلالها في مجالات أخري لتمكنا من حل العديد من المشاكل التي تواجة المواطن المصري)، نجد ان نسبة كبيرة من الأعلانات التي تعرضها تدعو إلى التبرع وإخراج الزكاة والصدقات في الوقت التي تنفق فية القناة مبالغ طائلة للحصول علي حق عرض هذة البرامج والمسلسلات.
كذلك من المؤسف أيضا ومن خلال متابعة مواقع التواصل الاجتماعي يلاحظ أن نسبة كبيرة من المشاهدين والمتابعين للمسلسلات والبرامج يتأثرون كثيراً بما يحدث أثناء أحدات المسلسل وينعكس هذا الاعجاب والتأثير من خلال تغريداتهم علي صفحاتهم الشخصية، وقد تناسوا أن هؤلاء يحصلون علي الملايين وهم يخسرون الأجر والثواب، ( رمضان شهرللعبادة والتقرب إلي الله، وليس شهر الدراما ومشاهدة ما يغضب المولي عز وجل).. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .